حين تصبح المقارنة قيداً
في زوايا الحياة التي تمر بسرعة ننسى أنفسنا أحياناً ونحن نحاول اللحاق بكل ما يتحرك حولنا
ننشغل بما يفعله الآخرون ونغفل عما في أيدينا من نعم صغيرة تنضج بصمت
نقيس خطواتنا بخطوات غيرنا ونظن أن السعادة هناك حيث يقف الآخر لا حيث نقف نحن
لكن الحقيقة أن ما نبحث عنه قد يكون بين يدينا ينتظر فقط أن نراه بعين جديدة
في هذه النشرة نجمع بين البصيرة الاجتماعية والنظرة النفسية لنكتشف معاً أن المقارنة ليست مقياساً للحياة بل ستكون قيداً إذا لم نحسن فهمه
ما نبحث عنه بين يدينا
في زحمة الأيام وتسارع وتيرة الحياة يضيع الإنسان بين ما مضى وما هو آت
نركض وراء الأحداث الكبيرة وننسى أن نتأمل التفاصيل الصغيرة وما بين السطور
متى كانت آخر مرة رفعت فيها رأسك لتشاهد الحياة حقا
لتصغي إلى صوتها وتمنحها امتنانك
إن لم تتذكر فتوقف قليلا
فإن هذا النداء موجه إلى قلبك ليدرك أن سر الضياع يكمن في النظر إلى ما لدى الآخرين
فربما تجد بين سطور نشرتنا ما يوقظ الإحساس ويبعث فيك الحياة من جديد
امتنانك لما تملك
في زمن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحنا نرى كل يوم أشخاصا يعرضون حياتهم وكأنها مثالية نجاح سفر علاقات وإنجازات فنبدأ بمقارنة أنفسنا دون وعي
لكن الحقيقة كل إنسان لديه نسخته الخاصة خلف الكواليس التي لا نعرفها
وبطبيعتنا البشرية نخفي الحزن ونظهر الفرح
الامتنان اليومي هو المفتاح الذي يغير زاوية رؤيتنا للحياة
حين نبدأ صباحنا بقول
أنا ممتن لعافيتي لعائلتي التي تحبني أو لفرصة أتعلم منها
سنكتشف أننا نملك أكثر مما كنا نظن
وكلما ركزنا على ما نملك قل تركيزنا على ما نفتقده
ومع مرور الوقت تزداد ثقتنا بأنفسنا ونتوقف عن المقارنة فنقدر أكثر ونعيش بسلام
الاستنزاف الصامت
ايش تخصص أحلامك
السؤال الذي سمعه كثير منا فانطلقت مخيلته تبحر في عوالم الأمل متصورة صباحات دافئة وساعات ساحرة يمضيها في أروقة الجامعة
كانت تلك بداية كل واحد منا بداية رحلة جديدة يخوضها بقاربه الصغير قارب يتسع كلما ركزنا على ذواتنا وأحلامنا ويضيق كلما التفتنا لغيرنا نقارن ملامحنا وخطواتنا وإنجازاتنا بإنجازات من حولنا
في رحلتك تمتلك ما يميزك ولديك فرص عظيمة لتكون أفضل مما أنت عليه لكنك تختار الطريق الذي يخمد شرارتك ويبهت جوهرك حين تقرر مقارنة نفسك بغيرك ظنا أنك بذلك ستصبح أفضل أو أنك ستبلغ هدفك وفي الحقيقة أنت لا تتقدم بل تعود إلى الوراء
مقارنتك لم تكن يوما عادلة لنفسك تقارن بداياتك بأشخاص تجاوزوا البدايات وترى من نفسك ما تظنه نقصا دون أن تبصر ما يميزك فليس كل فراشة ترى جمال أجنحتها
من طبيعتنا البشرية أن نمتلك دافعا فطريا لتقييم أنفسنا لكن الكثير يقعون في فخ اختيار المقياس الخاطئ فيلجأون إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين
ومن هنا تبدأ رحلة المقارنة غير العادلة التي تؤدي بدورها إلى ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم مما يسبب شعورا بالإجهاد والقلق ويضعف احترام الذات
في الحقيقة لا أحد مثالي ولا أحد يملك كل شيء
وحين تقارن نفسك بالآخرين وتنظر إليهم بنظرة مثالية كن على يقين أنك مخطئ تماما قد يمتلكون ما لا تمتلك لكن بالتأكيد تملك الكثير مما لا يملكونه
أنا وأنت وكثير غيرنا ندرك مدى خطورة مقارنة الذات بالآخرين لكن متى تتخذ الخطوة الأولى لإنقاذ نفسك
متى تتوقف عن النظر إلى الآخرين لتبدأ في رؤية مدى روعتك وقدراتك وما تمتلكه من تميز
ابدأ من اليوم لا من الغد قارن نفسك بما كنت عليه لا بغيرك وخطط لما ستكون عليه واكتب كل يوم قائمة امتنانك وذكر نفسك دوما أن مقارنة الذات بالآخرين تؤدي إلى تدميرها
الكتّاب:
شهد الحارثي
مها الحارثي
وسن الوذيناني
تصميم:
سمر الشهراني
روابي العتيبي
حُرر بواسطة:
شيهانه الجعيد
بإشراف:
وسن الثبيتي
نواف الطويرقي