٢٢ أكتوبر ٢٠٢٥
الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى ’ أنا أخو نورة ‘
“أعرف وينك، أعرف مكانك صح”
— الشاعر بدر بن عبدالمحسن رحمه الله تعالى

الانتخاء في ثقافتنا الوطنية ليس شعارًا، بل موقف من العدل والكرامة والوعي. وقد جسّد الملك عبدالعزيز — طيّب الله ثراه — هذا المعنى عندما انتخى بأخته نُوّه في لحظة مفصلية من تاريخ التأسيس. لم تكن صرخته صدى حماسٍ مؤقت، بل كانت نداءً للحق، وإعلانًا أن الشرف لا يُمس، وأن الوطن لا يُختزل في مدينة أو قبيلة أو اسم
في كل أمةٍ لحظات تُصنع فيها المعاني الكبرى… وفي تاريخ المملكة العربية السعودية كانت لحظة انتخاء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بأخته “نُوّه” واحدة من تلك اللحظات التي رسخت قيم العدل، والكرامة، والانتماء الوطني الصافي.
لم يكن انتخاؤه شعارًا أو حماسًا فارغًا، بل موقفًا يعبّر عن مبدأ: أن الشرف لا يُصان بالصمت، وأن العدالة لا تُؤجّل حتى يكتمل الظلم
التاريخ السعودي، تبقى مواقف الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود — طيّب الله ثراه — علامات فاصلة في بناء الدولة السعودية الحديثة. ومن أبرز هذه المواقف المشهورة، حين انتخى بأخته “نُوّه” في لحظة مصيرية من معارك التأسيس، في مشهدٍ يجسّد معاني الرجولة، العزيمة، والقيادة الحقيقية.
لم يكن ذلك النداء حماسًا عابرًا، بل كان صرخة ملكٍ يُعلن أن الشرف الوطني لا يُمس، وأن الكرامة ليست خيارًا بل مبدأ يُدافع عنه حتى آخر لحظة.
انتخاء الملوك لا يُقاس بغيره
الانتخاء في الثقافة العربية والخليجية، وبالأخص في الجزيرة العربية، ليس مجرد نداء؛ بل هو:
• رمز للشرف.
• استنفار للهمة.
وعندما انتخى الملك عبدالعزيز بأخته نُوّه، كان ذلك:
• إشارة إلى أن المرأة جزء من المعادلة الوطنية؛ فهي ليست رمزًا للعاط…
ولهذا أصبح الانتخاء في لسان آل سعود رمزًا للدولة، لا مجرد رد فعل أو حماسة وقتية.
3. المرأة في الانتخاء… رمز الكرامة الوطنية
عندما انتخى الملك عبدالعزيز بأخته “نُوّه”، لم يكن ذلك تكريمًا عائليًا، بل إشارة إلى أن شرف المرأة السعودية شرف الوطن كله.
• “نُوّه” لم تكن مجرد أخت المؤسس… بل رمزًا للكرامة الوطنية.
• وبنات وزوجات وحفيدات المؤسس هنّ امتداد لهذا الرمز.
• ذكر اسم المرأة في الانتخاء كان تكريمًا لها… لا استغلالًا.
وهنا يظهر الفرق الكبير بين انتخاء قائد دولة… وانتخاء قبيلة.
4. لا يمكن أن يُختزل الانتخاء في صراع شخصي
الانتخاء ليس وسيلة لتصفية حسابات، ولا شعارًا يُرفع في صراعات ضيقة.
فمن يربط الانتخاء بموقف شخصي، أو قبلي، يفرّغ رمزًا سياديًا من معناه.
الانتخاء:
• يُرفع لحماية الوطن.
• لا يُستخدم لتغطية أخطاء.
• ولا يُربط بجغرافيا أو عائلة.
الانتخاء صوت عدل… لا سلاح باطل.
5. مع الانتخاء… وطن لا قبيلة
نحن رجال وطن ونساء وطن، لا أبناء مدينة ولا قبيلة.
الانتخاء من بيت آل سعود رمز لوحدة وطن لا لتفوق جماعة.
ومنذ المؤسس وحتى اليوم، كل نداء من القيادة هو نداء للوطن بأسره لا لطرف منه.
الانتخاء من بيت القيادة… يعادل نداء الوطن كله.
وهنا يبرز السؤال المحوري:
هل يُعقل أن يكون للجسد رأسين؟
كيف يُمكن لفكرة أو وطن أن يقاد بعقلين متناقضين واتجاهين مختلفين؟
الجواب واضح: لا. لأن الرأس الثاني إما تابع أو متمرد، وفي الحالتين… النتيجة فوضى
الانتخاء ليس شعارًا قبليًا… بل حق سيادي ارتبط بقيادة آل سعود منذ التأسيس.
ومن يحاول اختزاله أو توظيفه لمصلحة ضيقة، فإنه يسيء لتاريخه العميق.
لا تأجيل للحق… ولا اختزال للفكر
من أخطر ما يحدث أن يُختزل الفكر أو يُؤخّر كف الظلم حتى يُكمل الظالم جريمته.
الانتخاء الحقيقي لا يأتي بعد الفعل، بل يُوقف الفعل قبل أن يتفاقم.
• من يحب وطنه ينتخي عند بداية الخطر.
• من يؤمن بالعدل يقف من أول لحظة.
• ومن يحمل راية الوطن لا يصمت على الظلم.
الصوت المتأخر لا يوقف جريمة… بل يرث وجعها
الملك عبدالعزيز انتخى لأجل الوطن… لا القبيلة.
المرأة كانت رمز الكرامة الوطنية… لا رمز العصبية.
الانتخاء من بيت آل سعود… نداء دولة لا نداء جماعة