أنا في المطار … ولكن ما كنت مسافرة، كنت مهندسة صناعية
مدونتي هذي تعبر عني كثير وتثبت لي ان نظرتي لتخصصي انه مو بس تخصص اكاديمي!
٧ مايو ٢٠٢٥
تخصصي (الهندسة الصناعية) بالنسبة لي هو طريقة تفكير أنظر بها للعالم وبهالنشرة راح أشارككم رحلتي في تحويل لتجربة المطار العادية إلى تجربة غير عادية !
أول ما دخلت المطار، كأي منظر في مطار شفت الناس واقفة في طوابير طويلة، شنط مبعثرة، وممرات مزدحمة وبالنسبة لمعظم الناس، هذه مجرد لحظات مملة قبل السفر، بس بالنسبة لي، وكطالبة هندسة صناعية؟ هذا مكان مليييييييان فرص ماتتفوت يعني حقيقي فجأة، كل زاوية في المطار صارت فكرة، وكل طابور طويل صار مشكلة أقدر أحلها، وكل مسافر مستعجل صار درس في الكفاءة وما أخفيكم وقتها علطول تمنيت لو كنت في تحدي لتحسين تجربة المطار! الان ببدا اتطرق لتحسين كفاءة اللي شفته

١. الطوابير الطويلة: نعيد تعريف تدفق الركاب!
أول شيء فكرت فيه ليش المسافرين يوقفون في طوابير عشوائية؟ ( بعض المطارات )؛ لو طبقنا نظام Lean Flow، ممكن نقلل وقت الانتظار بنسبة كبيرة بحيث اننا نخلي كل خطوة في المطار (تسجيل الدخول، التفتيش، الصعود للطائرة،الخ.. ) مثل “محطة إنتاج” محسوبة بدقة، بحيث ما يكون في وقت ضايع أو خطوات غير ضرورية ممكن انها تعثر سير المحطة
٢. شنطك دائمًا معاك!
المطار بالنسبة لي مكان مثالي لتطبيق نظام كانبان (Kanban). كل شنطة يكون عليها شريحة ذكية مرتبطة بالتطبيق الخاص بالمطار، يقولك وين شنطتك بالضبط طول الرحلة. وحتى إذا كنت تنوي تشتري شنطة جديدة من السوق الحرة، النظام يعرف إنها لك ويوجهها مباشرة للطائرة.
٣. الناس يركضون! ليش؟
التأخير عند بوابات الصعود صار جزء من تجربة السفر، وكأنه شيء ما نقدر نهرب منه! بس بالنسبة لي، كطالبة هندسة صناعية، أشوف إن المشكلة مو في المسافرين نفسهم ( ما انكر كمان ان لهم دور في عرقلة السير ) ، بس برضو المشكلة في طريقة تنظيم الحركة عند البوابات والمعروف ان الزحمة والتداخل في الأوقات دايم سبب الفوضى، والكل يحاول يتجنبها بس ما يقدر.
الحل هنا ؟ نعيد تصميم بوابات الصعود نفسها! مثلاً، نخلي عند كل بوابة ممرات مخصصة حسب أماكن جلوس الركاب بالطائرة. يعني اللي مقاعدهم في آخر الطيارة يصعدون أول شيء، وبعدين اللي في النص، وأخيراً اللي قدام، برأيي هالطريقة تقلل الزحمة والاحتكاك اللي يصير لما الكل يحاول يصعد بنفس الوقت وبشكل عشوائي.
وبرضو، ممكن نضيف أشياء زي خطوط ملونة على الأرض أو إضاءات توجيهية تساعد المسافرين يعرفون وين مكانهم بالضبط بدون ما يسألون أو يتلخبطون.
بتغيير بسيط في طريقة تنظيم البوابات، نقدر نحول أكثر مكان فوضوي في المطار إلى نظام مرتب وسلس. وهنا يبان كيف التفكير الهندسي يقدر يحل مشاكل كبيرة بتعديلات صغيرة.
٤. الممرات… كخطوط إنتاج!
الممرات في المطارات دايم تكون مزدحمة بشكل يضيع وقت الناس ويزيد التوتر، لكن لو تعاملنا مع الممرات زي خطوط الإنتاج؟ زي مثلًا لو كان فيه نظام ذكي لإدارة التدفق (Flow Optimization) يراقب عدد الركاب في كل منطقة بالمطار لحظة بلحظة النظام هذا بيستخدم حساسات وكاميرات ذكية تحسب وين الزحمة ووين الأماكن الفاضية، وبعدها يوجّه الركاب للممرات الأقل ازدحاماً.
الطريقة هذي بتكون بديل عن الفوضى الحالية، اللي فيها الكل يروح للممرات بشكل عشوائي ويزيد الزحام بدون تخطيط.
الفكرة مو بس تخفف الزحمة، كمان توفر وقت الركاب، تخلي التنقل داخل المطار سلس أكثر، وتقلل الضغط على الممرات المزدحمة
٥. مطار بدون هدر!
وأعيد وأكرر الهندسة الصناعية دايم تعلمنا كيف نقلل الهدر في أي شيء، وهنا فكرت لو فيه نظام ذكي يتحكم بالإضاءة والتكييف بناءً على عدد الناس الموجودين بكل منطقة في المطار ويشتغل عن طريق حساسات تعرف وين الزحمة بالضبط، وتوجه الإضاءة والتكييف للمناطق اللي تحتاجها فعلاً بدل الطريقة التقليدية، اللي هي إن الإضاءة والتكييف شغالين في كل مكان طول الوقت حتى لو المنطقة فاضية، هذا النظام يصير بديل ذكي يعني لو فيه منطقة مزدحمة، التكييف والإضاءة يشتغلون بأعلى طاقة، وإذا المنطقة شبه فاضية، ينخفض استهلاك الطاقة فيها بشكل تلقائي.
الميزة هنا مو بس إنه بيقلل تكلفة تشغيل المطار ويوفر طاقة، كمان يخلي المكان أكثر استدامة ويقلل التلوث وبالمناسبة هالشيء يعكس كيف إن الهندسة الصناعية تركز على حلول بسيطة لكنها فعّالة.
الخاتمة:
لو كان فيه تحدي عالمي لإعادة تصميم تجربة المطار، أنا كطالبة هندسة صناعية أول وحدة أتطوع لأن تحسين التجربة يبدأ من التفاصيل الصغيرة: وقت أقل في الطوابير، شنط ما تضيع، ممرات ما تزدحم بالتالي المطار المثالي موجود في خيال كل مهندس صناعي وأراهن على ذلك