الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان

الأب والابن يغيرون خارطة العالم


في فترة أصبح الحديث فيها عن مستقبل الشرق الأوسط مدعاة للتشاؤم، يقلب العالم صفحة التاريخ ليجد ملكاً وولي عهده أخذوا على عاتقهم كتابة مستقبل جديد لا رجعة عنه، لتصبح السعودية الحديثة كقطار سريع يشق طريقة الى قمة العالم، فإما أن يركبوا مقطورته أو تدهسهم عجلاته، لا خيار ثالث.

الملك سلمان بن عبد العزيز

الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، وُلد في 31 ديسمبر 1935، وهو الابن الخامس والعشرون للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود. شغل منصب أمير الرياض لأكثر من خمسين عاماً حيث قاد تطورها من مدينة صغيرة إلى واحدة من أكبر العواصم في المنطقة. لاحقاً أصبح وزيراً للدفاع عام 2011، ووليًا للعهد عام 2012، إلى أن بويع ملكًا في 23 يناير 2015 بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز.

منذ توليه الحكم، تبنّى الملك سلمان رؤية إصلاحية محلية وإقليمية تتمثل بإطلاق رؤية 2030 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.

في جوانب أخرى اعتقد الكثير في البداية بأن المملكة ستنتهج أسلوباً ناعما وتدريجياً في التعامل مع الإصلاحات الاجتماعية والتي يترأسها ملف حقوق المرأة، الا أن الملك سلمان أثبت أن قطار الإصلاح السعودي سريع جدا بعد أن فرض كثيراً من الإصلاحات التي كانت تشكل مثار جدل على مدى عقود طويلة خلال بضعة سنوات ومن أبرزها ملف تعزيز حقوق المرأة، حيث تم السماح لها بقيادة السيارة والانضمام لمجالات جديدة في سوق العمل. ومن شواهد الإصلاحات الأخرى التي قادها الملك سلمان - حفظه الله - هي حملة مكافحة الفساد التي شملت مسؤولين ورجال أعمال بارزين، مما عزز النزاهة والشفافية، فقد حرصت الدولة على إرسال رسالة مفادها بأن الجميع سيحاسب مهما كان نفوذه.

أما عن الجوانب الإقليمية فيتلخص عهد الملك سلمان في انتهاج سياسة صارمة تجاه الأيدي العابثة في المنطقة حيث وقفت المملكة بحزم في مواجهة التهديدات الإيرانية، ودعم الدول العربية ضد التدخلات الخارجية. وقد فرضت السعودية نفسها من خلال العلاقات مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، الصين، وروسيا، كقوة فاعلة في الشرق الأوسط لا تتبع لأي قطب عالمي وهو ما تجد أغلب دول العشرين صعوبة في القيام به وهو ما يعطي انطباعاً بصلابة هذا العهد دبلوماسياً. ويأتي دعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية للمملكة حيث لا تكف السعودية في هذا العهد من ممارسة الضغط على الكيان الإسرائيلي وداعميه، وقد استطاعت المملكة الظفر باعترافات أوروبية بالدولة الفلسطينية ما يشير الى أهمية المملكة في ملف القضية الفلسطينية عالمياً وذلك بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

ورغم ما يحتاجه المشروع السعودي من استقرار في المنطقة الا أن هذا العهد كمثل عهد الملك فهد والملك عبدالله -رحمهم الله- لن يتوانى في تعزيز قدرته العسكرية لتكون السعودية أكبر قوة عسكرية في المنطقة. وقد كان إطلاق عاصفة الحزم عام 2015 لدعم الشرعية في اليمن ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران أول شواهد حزم المشروع السعودي الذي يقوده الملك سلمان تجاه ملفات الإرهاب الإقليمية. ويأتي تعزيز قدرات القوات المسلحة السعودية، وتطوير الصناعات العسكرية الوطنية ضمن أبرز الأولويات، حيث لا صفقة سلاح دون توطين، ورغم رفض العالم على مضض الا أن النفس لسعودي كان طويلاً وأن فقدان شركات السلاح لسلة السعودية لن يطول دون أن عودة العالم الى العرض السعودي الأخير، حيث لا صفقة سلاح دون توطين، وهو ما حصل.

يُعرف الملك سلمان بكونه قائدًا حازمًا ومصلحًا طموحًا، استطاع أن يدفع المملكة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، محافظًا على مكانتها كقوة إقليمية ودولية. وبينما يستمر في قيادة السعودية بثبات، تظل إنجازاته شاهدة على مرحلة تاريخية مليئة بالإصلاحات والتحديات الكبرى.

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان

اليوم، ونحن نستذكر هذه الذكرى العظيمة، نشهد نهضةً متجددة يقودها عرّاب الرؤية وقائد السلام، سمو الأمير محمد بن سلمان، ذاك القائد الاستثنائي الذي حظي بإجماع عالمي على بصيرته وحنكته. في ظل قيادته، تنعم المملكة بالأمن والاستقرار، وتنطلق بقوة نحو آفاق جديدة في مجالات التعليم، والمعرفة، والتطوير، والابتكار، والازدهار. إنها حقبة غير مسبوقة في تاريخنا، حيث تتجسد رؤية 2030 كخارطة طريق ترسم ملامح مستقبلٍ طموح، واضعةً المواطن السعودي في صميم الأولويات.

لقد وهب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – لشعبه هديةً عظيمة، وهي قائدٌ ملهم استطاع أن يجمع بين الشرق والغرب، ويضع بصمته في عالمٍ يحتاج إلى حكمته ورؤيته. اجتمع القادة من مختلف أنحاء العالم حوله، لا لينصحوه، بل ليشهدوا على قدراته التي فرضت احترامها على الساحة الدولية. إنه القائد الذي تستمد رؤيته قوتها من كتاب الله وسنة نبيه، فيسير بخطى ثابتة، مؤمنًا بما يريد تحقيقه، وواثقًا بأن شعبه معه في كل إنجاز وكل فرصة تُصنع من أجل مستقبلٍ أكثر إشراقًا.

ونحن، أبناء هذا الوطن وقادته في مختلف الميادين، نفخر بأننا جزءٌ من هذه المسيرة العظيمة، ونؤمن بأن يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى، بل تأكيدٌ على أن هذه الدولة قامت على أسسٍ راسخة، أرسى دعائمها المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – على التوحيد والوحدة، واستمرت بقيادتها الحكيمة لتصبح رمزًا للعزة والكرامة والتقدم. فقادة المملكة العربية السعودية يؤمنون بأن من يحبك ينصحك، ومن ينصحك يخلص لك، ولذلك كانت رؤيتهم قائمة على الصراحة والوضوح، واضعين مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، ليكون المستقبل أكثر إشراقًا وأمانًا.

وفي يوم التأسيس، نؤكد للعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية ماضية بثبات نحو مستقبلٍ واعد، يقوده قائدٌ استثنائي، برؤيةٍ طموحة تعانق عنان السماء.