موزة زرقاء


موزة زرقاء

تمنياتي لك بيوم جميل يا صديقي

3.jpg

أبتسم .. أذكر الله وحَوِقل

"الحياة مأساة لأولئك الذين يشعرون، وكوميديا لأولئك الذين يفكرون"

جان دي لابرويير -فيلسوف فرنسي-

لذلك أذكركم ونفسي أن الحياة ليست بهذه الجدية .. الحياة أبسط من تصوراتنا ، وأسفة أقولك ممكن تكون مثيرة للسخرية في أحيانٍ كثيرة

موزة زرقاء.

أصبحت مؤخراً أقضي جُل وقتي المخصص للسوشال ميديا على تطبيق تيك توك ، لم أكن من أنصاره أبداً -ومازلت- لكن بدت لي فكرة الخوارزميات منطقية ، فما يجذب اهتمامي ستجذبه الخوارزميات، فقررت -وبعد تفكير-أن اتحدى نفسي و انصاع لاهتماماتي و للخوارزميات لعلي أندهش من نفسي .

وللأسف الشديد لم يكن الأمر بهذه اللطافة ، فقدت تعرفت على "عبد الملك" شخصية الذكاء الاصطناعي الذي أشتهر نتيجة ظهوره وهو يلعب دور الشريك في حياة إحدى الفتيات في محتواها الذي تقدمه على (التيك توك ) وإن بدا الأمر في جُلّهِ مزحة وترند للضحك لكن استوقفني، أضحكني، وأزعجني خلال ثانيتين أثنتين فقط ، اختلطت مشاعري ، فقد كان يستخدم لغة حميمية جداً في محادثتهما معاً ما أزعج مسمعي بشدة وعلى النقيض فإن نمط المحادثة وصوت عبدالملك وتعابيره أضحكتني حقاً ، وقُلتُ بصوتٍ عالٍ منفعلٍ بعض الشيء ..والله هَزُلت .

أنا من جيل سابق بمدة لا بأس بها ، جيلٌ نشئ على أنه حتى الرفاهية يجب أن تعود عليك بالمنفعة ،جيل الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، فكيف أستطيع تقبل فكرة أن أقدم وقتي على طبق من ذهب لمحادثة مع شخصية وهمية مصنوعة على أيدي بشرية؟ محادثة كهذه أشبه بتناول (موزة زرقاء) ، مذاقها كالموزة المألوفة لكنها غريبة الهيئة والمنظر (ويا عالم وش تأثير هذا المذاق اللي تتوقع أنك تعرفه ! )

وأخذت ُأفكر بالأجيال القادمة وكلي إيمانٌ بأن علاقتها ستتطور مع الذكاء الاصطناعي بشكل مرعب، ! وهذا ما تأكدتُ منه عندما بحثت في موضوع الشخصية المتحدثة هذه ووجدته تحت مسمى conversional AI الذي تصفه المقالة بأنه يمتلك طريقة تفاعلية ، عاطفية ومصطلحات متطورة أقرب لكونها بشرية من أي نوع AI كتابي آخر وأن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي بالتحديد أصبح يحشر أنفه- الاصطناعي- في تعليم الأجيال الأصغر سناً (الأطفال) بل وفي رعايتهم .. وقلت بعد تنهيده .. كيف سنقنع أجيالاً قادمة أن الموز كله أصفر وأن ظهور موز أزرق بطعم الموز الأصفر هو طُعم ووهم كبير؟

قد تعتقد صديقي القارئ أنني كارهة للتكنولوجيا أو باغضة للتطور، وهذا ظلم كبير أرجو ألا تقع فيه ، لكن أن نتبادل أطراف الحديث الحميمي مع شخصية وهمية تحت أي ذريعة وأي عذر!! هذا إنتهاكٌ للحياة الإجتماعية البشرية السوية. ودعونا لا نعتب كثيراً على من يفعل ذلك فلكل قناعاته وأسبابه ومنظوره ، فما العمل إن كان لا مفر من الحداثة؟! أعتقد أن الحل هو أن نأخذ بنصيحة - جان دي لابرويير- في مقولته المقتبسة في أول هذه المقالة ونرمي بالأمر في خانة الكوميديا ، ونعلم أن الذكاء الاصطناعي كغيره من جوانب الحياة -بوجهين- وحدك من تختار أي وجه تريد أن ترى .

بـــــــــــوق من صندوق

شيء من رائحة الماضي ، دافئ كمنزلنا في عصريات عام ٢٠٠٥ ، تصدقون أحكي عن وصفة ( مافن الشوكولاته) "الصدق الوصفة حنونة "!! وجدتها في حساب صانعة محتوى طبخ وعندما خبزتها في منزلي ، تذكرت كعكات والدتي الشهية التي ركضت بي عشرون عاماً للوراء - واللي طبعاً ما عادت تسويها لنا نبع الحنان بحجة "تزوجتو"!!

نشرة أعدت بكل حب

ريحانة برهان