لعبة الغميضة الأبدية وشعور الألفة
لعبة الغميضة الأبدية وشعور الألفة
يوم سعيد يليق بكل سكان هذه المعمورة الشاسعة
نصيحتي أبتسم ترا الحياة لذيذة

أظن أنك تعرف مارتن لوثر صاحب مقولة (I have a dream ) (لدي حلم) التي قالها في رفضه للعنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء ونضاله ضد الظلم والقمع الواقع عليهم. بحثت في بعض أقواله المأثورة من الخبير قوقل ووقع زر الفأرة على مقولة قد لاتكون بشهرة المقولة السابقة لكنها عظيمة ولامست عقلي حين قال
لايستطيع أحد أن يمتطي ظهرك،إلا إذا انحنيت له
نتعلم من هالرجل شغلتين في هاليوم:
1- خل عندك حلم كبير تسعى لتحقيقه مهما كان صغير بعين غيرك ، وبالمناسبة (السعي مختلف عن الوصول) -
2- اياك أن تحني ظهرك بحجة (الأدب) شتّان بين الأدب والانحناء -
لعبة الغميضة الأبدية وشعور الألفة
تُعرّف اللغة الإنجليزية الألفة بكلمة (افينيتي)
affinity
/əˈfɪnɪti/
noun
1.
a natural liking for and understanding of someone or something.
"he had a special affinity with horses"
والتي تعكس معنى أقرب للتفهم والإعجاب
ولكن من عظيم جمال اللغة العربية تعريف الكلمات وشرح معناها ، حيث تشمل كلمة (الألفة) معاني عديدة (الاجتماع والالتئام والانسجام) -وما أبلغه من تعبير-، فقولك آلفتُ تناول كوب القهوة معك ليس فقط أني معجب ومتفهم لجمال وقتنا معًا بل أنني أنسجم وألتأمُ تمامًا مع حالة المتعة التي أشعر بها أثناء شربنا للقهوة سويًا
وأثناء تناول كوب قهوة الصباح مع من ألفت ، قرأت نبذة مختصرة عن كتاب (المناورات الخفية) للكاتب راجي عنايات الذي يحدثنا فيه عن بعض الألعاب التي يمارسها البشر في مختلف الأعمار وبصور وأنماط مختلفة ، وما يختبئ خلف تصرفاتنا اليومية من أسرار،والتي لا نجد لها تبريرًا واضحًا ومقنعًا ، فقد تغضب ولا يتضح لك سبب غضبك! ، ترفض ماكنت تريده بالأمس أو تتمنى لو لم تفعل ما أعتدت فعله في عملك . (وبدوري لا أعلم لماذا أسميت هذه المناورات" لعبة الغميضة الأبدية" ربما لحاجةٍ في نفسي من ذكريات الطفولة ) وأقول لك يا صديقي القارئ أنك ومع شديد الأسف قد تكون ممارساً محترفاً لهذه المناورات من الألعاب، وأنها قد تصدرمنك كما تصدر ممن تنتقدهم على حدٍ سواء وأنك قد تكون لاتزال تجهل أدوات ترجمة هذه التصرفات الى كلماتٍ صريحة ومفهومة
أنا معكم أكيد في هذه الهُليلة
وبالعودة الى الألفة والتي طرحها الكاتب على أنها الصورة المثالية للتعامل الصادق بين الأفراد، أتضح لي أن مايميز شعور الألفة كونه لا يجمعك مع كل من تعرف، ففي الغالب لا ألفة بينك وبين عامل النظافة في الحي الذي تقطن ولا مع زميلك في الفرع الآخر للشركة ، ولا مع كثير من صور الروابط الاجتماعية التي نعيشها . يوضح الكاتب أن الألفة مرحلة عميقة من العلاقة وتتطلب الكثير من الشفافية والصبر ، وهذه الخصال قد لا تكون أفضل الخيارات في كثير من أنماط العلاقات التي نعيشها
وأحد أسرار شعور الألفة أنه يُغذي حاجة الإنسان لأن يكون كائنًا مرئيًا غير شفاف وذو أهمية، فمهما حاولت أن تلعب الغميضة وتختبأ عن رغبتك في أن تكون مُهمًا محبوبًا ومرغوبًا بدعوى" الثقة بالنفس وعدم الاكتراث بآراء من هم حولك" ،فهذا لا يشبه واقع عقلك اللاواعي أو أمنياتك الدفينة أبدًا فعقلك اللاواعي يبحث عن الانسجام ، الإلتئام ، والمودة أو بمعنى أخر يبحث عن الألفة أكثر مما تظن وأود أن أخبرك يا صديقي أنك لن تستطيع مراوغة عقلك طويلًا.
لذلك تذكر أنك اعتزلت لعبة الغميضة منذ سنين عديدة وأبتهج بتواصلك مع عقلك ،أستمع لهمساته وحاول أن تتفهم بعض مناوراته وتساءل عن الأسباب خلفها ، وإن بدا فهمك لخبايا نفسك أشبه بصناعة قنبلة ذرية ،لا بأس ، فقط أستمر في محاولة فهمها وترجمتها الى كلمات صريحة ومفهومة
أجزم أنك ستجعل حياتك وحياة من يهمك أمره مليئة بروابط الألفة والانسجام.
بوق من صندوق :
إطلالة واحدة على مدى سنة من الزمان ..
كيف تحول المكان لعدة أماكن على مدار العام !
نشرة كتبت بكثير من الإرادة وقليل من الشغف
ريحانة برهان