.القوة الحقيقية تكمن في استعادة الذات وتحويل القلق إلى وعي متوازن
العافية العقلية استعادة الإنسان ذاته في ظل ضجيج حياته
(الصحة النفسية)
لا يتعامل العالم الحديث مع الوعي النفسي بوصفه ترفاً بل باعتباره المعيار الأخير لصلاح الكائن الإنساني في زمن يفيض بالضغط والتشتت
كُتب هذا النص قاصداً هدفاً سامياً تُستعاد فيه فكرة الإنسان بوصفه جوهر كل منظومة تبحث عن توازنها،
وتأتي هذه النشرة امتدادا لرؤية نادي أثر في بناء طالب واع بذاته قبل إنجازه،
وفي ترسيخ الفكرة التي يصوغها العلم ويحتضنها حسّه الإنساني المسؤول في
أن سلامة الإنسان الداخلية ليست نقيض السعي نحو النجاح بل هي صورته الأصلية.
أولًا
الإدراك المثقل حين يتحول العقل إلى مسرح للخوف
القلق ليس خصماً يأتي من الخارج بل (أثر) لتراكم داخلي لما لم يكتمل وما لم يُفهم
هو استجابة تتجاوز حدود الحقيقي إلى المُتخيل
ووفقا لدراسة منشورة في مجلة Nature Reviews Neuroscience عام 2018
فإن اضطرابات القلق ترتبط بخلل في الدوائر العصبية المسؤولة عن معالجة العاطفة
خاصة في اللوزة الدماغية وفي التلفيف الحزامي الأمامي،
فيعيش الإنسان في تأهب دائم كمن يحرس مدينة لا يهاجمها أحد
ليست الفكرة في (القضاء على القلق) بل في إعادة تعريفه
تحويله من رد فعل غريزي إلى وعي يمكن إدارة مساره
ومن سجن داخلي إلى طاقة قابلة للضبط والبناء.
ثانيًا
أثر النفس الواعية استقلال العافية عن الضجيج
الصحة النفسية ليست سلاماً خاملاً ؛ بل توازن نشط يتطلب شجاعة معرفية
هي قيام الذات بتفسير الواقع دون أن تنهكها احتمالاته
في أثر نعرّف العافية بأنها أثر يمتد من وعي إلى سلوك إلى هوية!
فليس المطلوب أن يخلو الإنسان من التوتر بل أن يدرك كيف يوزنه
حتى لا يُطفئ شغفه ولا يفرط في حدته
القيمة الحقيقية للإدراك الواعي أن تعرف لحظة الإنهاك بوصفها إشارة لا نهاية
وأن تمنح نفسك إذنا بالهدوء دون أن تبرر ذلك لأحد.
ثالثًا
من الفرد إلى الجماعة حين تُصاغ الثقافة النفسية
المجتمع الواعي بالصحة النفسية لا يسعى إلى معالجة الأفراد فحسب؛
بل يخلق بيئة يشعرون فيها بالأمان ليظلوا أصحاء بمشيئة الله
التغيير يبدأ حين ينتقل الوعي من الفرد إلى المجموعة
حين يتوقف الحكم على مشاعر الآخرين
حين يتحول الإنصات إلى عادة يومية
كل طالب في محيطه الصغير قادر أن يحدث أثرا مضاعفاً
أن يخفف الوصمة حول الاكتئاب وكل شعور ينهك روحه
أن يشجع على طلب المساندة دائماً وأبداً
أن يعيد تعريف القوة بوصفها قدرة على الإصغاء لا مجرد صلابة في التحمل
وبهذا تتجاوز الصحة النفسية حدود الطب لتصبح ثقافة ممتدة في الوعي والممارسة
تمنح المجتمع توازنه عبر اتزان أفراده.
في فلسفة أثر
يظل الحديث عن العافية النفسية حواراً مفتوحاً نمارسه في وعينا وعلاقاتنا وسلوكنا
تفعيل هذا الوعي يعني أن الإنسان لا يقاس بما أنجز فحسب
بل بقدر محافظته على روحه في طريق الإنجاز.
حُرر بواسطة :
وصال الهذلي وشيهانة الجعيد
كتابة :
رانيا المالكي
اعداد :
رنا فيض وشهد الثبيتي
روابي العتيبي
اشراف : وسن الثبيتي