٢١ سبتمبر ٢٠٢٥
في كل عام، ومع إشراقة اليوم الوطني، نستحضر ذكرى التوحيد الخالدة التي صنعها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – لتصبح المملكة العربية السعودية كيانًا موحدًا يقوم على أسس العدل والدين والأمن.
خمسة وتسعون عامًا من البناء والعمل الصادق، تعاقب فيها ملوك حملوا الأمانة بوفاء، ورسخوا قيم العدل والكرامة، وصولًا إلى عهدنا الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث يشهد الوطن تحولًا تاريخيًا يجمع بين أصالة الماضي وقوة الحاضر وطموح المستقبل.
وطنٌ معه ماضينا إرثٌ نفخر به، وحاضرنا إنجازٌ نعيشه، ومستقبلنا طموحٌ لا يعرف المستحيل. وطنٌ طُبعنا فيه على الكرم، فصار العطاء جزءًا من هويتنا، وجزءًا من رسالتنا للأجيال.
وفي اليوم الوطني، يظل الثبات على طاعة ولاة الأمر أساس وحدة الصف، وهو الصف الذي وُلدنا عليه، لله ثم للوطن والقيادة، فلا انفصام بين المواطن وأرضه، ولا بين الانتماء والولاء.
ولأن التاريخ يُكتب بالمواقف لا بالشعارات، فقد سجّل الملك المؤسس عبدالعزيز أبهى صفحة في تاريخ هذه الأمة؛ إذ لم يبنِ مجدًا بأبراج ولا شعارات، وإنما وحّد الدولة برجالٍ أوفياء، وعدلٍ راسخ، وقوةٍ مؤمنة، وكرامةٍ تحفظ الدين والإنسان. ومن ذلك التأسيس النبيل انطلقت المسيرة المباركة حتى وصلنا إلى حاضرٍ مشرق تقوده قيادة حكيمة، وتستشرف فيه المملكة مستقبلًا واعدًا يضيئه العمل والإنجاز
خمسة وتسعون عامًا مضت منذ أن وحّد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – هذه الأرض المباركة تحت راية التوحيد، لتبدأ مسيرة وطن يقوم على الأمن والعدل والعزة. ومن بعده تعاقب الملوك، كلٌ أضاف لبنة في بناء المملكة:
• الملك سعود بن عبدالعزيز الذي واصل البناء والتوسع.
• الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي عزّز مكانة المملكة عالميًا بمواقفه.
• الملك خالد بن عبدالعزيز الذي ارتبط عهده بالتنمية.
• الملك فهد بن عبدالعزيز الذي رسّخ لقب خادم الحرمين الشريفين واهتم بالتوسع والتطوير.
• الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي حمل راية الإصلاح والمشاريع التنموية.
• الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – الذي قاد مرحلة التحول الوطني بإطلاق رؤية المملكة 2030، وواصل خدمة الحرمين الشريفين، وعزّز مكانة المملكة عالميًا، وأشرف على إصلاحات إدارية وتنموية شاملة، ليكون بحق ملك الحزم والعزم الذي جمع بين حماية الوطن ورعاية المواطن.
ولي العهد: رؤية تتحقق وقدوة في العمل
برؤية طموحة وعزيمة راسخة، قاد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء – مسيرة التحول، ليجعل من رؤية المملكة 2030 نموذجًا في العمل الجاد والإصرار، وليثبت أن الطموح إذا ارتبط بالإيمان والعمل الصادق يتحول إلى واقع.
رؤيته لم تلهم الشباب فحسب، بل صنعت واقعًا جديدًا في الاقتصاد، والتعليم، والثقافة، والتقنية، والطاقة، والسياحة.
الحرس الوطني: درع الوطن وملاذ المواطن
منذ تأسيسه على يد الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه – والحرس الوطني يمثل ركيزة أساسية في أمن الوطن. بدأ كقوة شعبية من المجاهدين الذين شاركوا في التوحيد، ثم تطور ليصبح مؤسسة عسكرية متكاملة تجمع بين:
• سيف الأمن والعدل: قوة، حزم، شرف، ودفاع.
• يد الإنسانية والرحمة: عطف، مودة، مساواة، وأخلاق حسنة.
مسيرة القيادة
• الأمير عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله): تولى قيادة الحرس الوطني عام 1962م، وحوّله من قوة بسيطة إلى مؤسسة متكاملة تضم الوحدات المدربة، والكليات العسكرية، والمستشفيات، وظل يقوده حتى أصبح ملكًا عام 2005م.
• الأمير بدر بن عبدالعزيز (رحمه الله): عمل نائبًا لرئيس الحرس الوطني وساهم في دعمه.
• الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز: تولى قيادة الحرس الوطني بعد والده، وأصبح أول وزير للحرس الوطني بعد تحويله من رئاسة إلى وزارة عام 2013م، حيث شهدت الوزارة في عهده توسعًا في التدريب والتأهيل والخدمات الطبية.
• الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عيّاف آل مقرن: واصل مسيرة التطوير الإداري والتنظيمي للوزارة.
• الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز: يشغل حاليًا منصب وزير الحرس الوطني، ويقود المنظومة بما يواكب رؤية المملكة 2030، جامعًا بين التحديث العسكري وتعزيز الأدوار الإنسانية.
وطن يتجدد
وطن يتجدد، ومواطن يعيش على مبدأ العدل، سيفه على نهج المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – وقيمه راسخة في الدين والإخلاص والوفاء.
وفي اليوم الوطني الـ95، نستحضر إرث المؤسس، ونعتز بما بناه الملوك من بعده، ونعيش حاضرًا قائمًا على العدل والعمل، ونمضي نحو مستقبل مشرق بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
دامت السعودية عزيزة شامخة، ودامت راية التوحيد خفاقة