من مشكلة إلى فرصة
٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥
لا توجد خطة تسير بسلاسة تامة من البداية إلى النهاية. فالمشكلات أمر محتوم! تأخيرات في الجداول الزمنية، تغيّرات في متطلبات العميل، نقص في الموارد، أو حتى فشل في التواصل بين أعضاء الفريق. ولكن الفرق بين مشروع ناجح وآخر متعثر يكمن في كيفية التعامل معها.
في بيئة إدارة المشاريع، كل مشكلة تظهر هي إشارة على وجود ثغرة أو احتياج غير مُلبى والنظر إلى هذه الإشارات كفرص يساعد مدير المشروع على:
تحسين العمليات: تأخر التسليم مثلاً يعني الحاجة إلى إعادة هيكلة الجدولة أو تفويض المهام بشكل أكثر فاعلية.
تعزيز التواصل: سوء الفهم بين الفريق هو فرصة لإنشاء قنوات اتصال أوضح، أو مراجعة أساليب إدارة الاجتماعات.
الابتكار: الميزانية المُقيدة تدفع الفريق لإيجاد حلول إبداعية أكثر فعالية وأقل تكلفة.
أمثلة عملية لتحويل المشكلات إلى فرص
1. تغيير متطلبات العميل في منتصف المشروع
موقف صعب جدًا ولكن بدل من النظر إليه كمصدر للإرباك، يمكن اعتباره فرصة لفهم أعمق لاحتياجات العميل وتقديم قيمة مضافة تعزز من نجاح المشروع وتزيد من رضا العميل.
2. انهيار الجدول الزمني بسبب عطل فني
قد يُستخدم هذا التوقف كفرصة لمراجعة المخاطر، وتدريب الفريق على مهارات جديدة، وتحسين البنية التحتية التقنية للمستقبل.
3. انسحاب عضو أساسي من الفريق
هذه لحظة مناسبة لاكتشاف المواهب الكامنة في الفريق، ومنح أفراد آخرين فرصة لإظهار قدراتهم والارتقاء بمسؤولياتهم.
كيف تطور عقلية تحويل المشكلات إلى فرص؟
ابدأ بتحليل السبب الجذري: لا تتعامل مع الأعراض فقط. ابحث عن أصل المشكلة وافهمها بعمق.
غيّر زاوية النظر: اسأل نفسك وفريقك: ما الذي يمكننا تعلمه؟ وما الذي يمكننا تحسينه؟
شجّع ثقافة التعلّم لا اللوم: اجعل الفريق يرى أن الأخطاء والمشكلات ليست مصدرًا للخوف، بل للتطوير.
ابنِ خطط استباقية: كل مشكلة تُحل بطريقة فعالة يجب أن تُوثّق وتُستخدم في إدارة المخاطر المستقبلية.
وعلى سبيل المثال؛ تجربة BRSK كافيه في تحويل حادث السيارة إلى حملة تسويقية ناجحة
في أحد فروع مقهى BRSK، وقع حادث سيارة غير متوقّع أدى إلى اصطدام بالجدار الخارجي للمكان، مما تسبب في أضرار ملحوظة في الواجهة. هذا النوع من الأحداث قد يُنظر إليه عادة على أنه أزمة تؤثر سلبًا على العمليات والصورة العامة للعلامة التجارية.
لكن فريق BRSK تعامل مع الموقف بعقلية تحويل المشكلة إلى فرصة. بدل التركيز على الأضرار، قاموا بتحويل الحدث إلى تجربة إيجابية للعملاء عبر خطوات مدروسة:
• أطلقوا عرضًا خاصًا بخصم 50٪ لمدة يومين في نفس الفرع، مما جذب الزبائن وزاد من المبيعات.
• قاموا بإرسال كعكة مخصصة إلى الشخص الذي اصطدم بالمبنى، تعبيرًا عن الاهتمام بسلامته وروح الود، في لفتة إنسانية مؤثرة.
• وثّقوا القصة بشكل إبداعي عبر منصة TikTok، ما ساهم في انتشارها بشكل واسع ورفع مستوى التفاعل مع العلامة التجارية.
النتيجة؟
ارتفعت السمعة التجارية للمقهى بشكل ملحوظ، وعبّر الجمهور عن إعجابهم بالطريقة المرحة والإنسانية التي تعامل بها BRSK مع الموقف. لم يظهروا فقط كجهة تقدم خدمة، بل كعلامة تجارية قريبة من الناس، تفكر بطريقة مختلفة وتُقدّر عملاءها.
لا يمكننا إلغاء التحديات، لكن يمكننا اختيار كيفية التفاعل معها بالعقلية الإيجابية والتفكير الاستراتيجي يمكن أن تتحول كل عقبة إلى فرصة لتحسين المشروع، وتطوير الفريق! ✔